قائمة المقالات

الثلاثاء، 22 يونيو 2021

هل الأئمّة ثلاثة عشر؟

بسم الله الرحمن الرحيم
هل الأئمّة ثلاثة عشر؟

⇦مقدّمة
الحمد لله ربِّ العالمين، الذي أنار القلوب بأئمة الهدى من آل محمد (عليهم السلام)، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وأشرف الخلق أجمعين محمد بن عبد الله الصَّادق الأمين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين؛ أما بعدُ:

تعدُّ مسألة النصِّ على الأئمة (عليهم السلام) من الأمور المحوريّة ضمن مسائل الاعتقاد عند الشيعة الإمامية، ومن أهمِّ أسسها أنّ عدد الأئمة المنصوص عليهم اثنا عشر إماماً، وقد تواترت الروايات الشريفة ببيان ذلك، وقامت عليه الدلائل القطعيّة البيِّنة التي لا يرتابُ فيها مُنصفٌ.
ورغم وضوح هذه المسألة وقيام الدليل القطعيّ عليها، أثار بعض الباحثين إشكالات حول النصّ على عدد الأئمة (عليهم السلام)، وذلك بإيرادِ بعض الروايات التي يُتوَّهمُ إفادتها أنَّ عدد الأئمة ثلاثة عشر إماماً، وبهذا حاولوا تصوير إمامة الأئمة على أنّها مسألة غير قطعيّة، وأنّها كانت محلاً للتناقضات تبعاً لاختلاف الرواة وأهوائهم. وفي هذا المقام سوف نورد ما ذُكر من روايات لإثبات هذه الدعوى، ثم نذكر جملةً من الأجوبة إن شاء الله تعالى[1].

⇦ نقد منهج الإشكال
من المؤاخذات التي تُطرَح على تلك الأبحاث المتضمِّنة لهذه الإشكالات عدم اتّباعها للمنهج العلميّ في صناعة الإشكال، ومن ذلك:
⇦ عدم التدقيق في الروايات: إذ لا يصحّ إرسال الإشكال وبناء النتائج عليه بالنّظر في رواية وردت في كتابٍ ما دون إعمال النّظر في دلالتها بدقّة، وتتبّع طرقها وألفاظها في المصادر الأخرى بإحاطةٍ واستيعاب، ومتابعة النّسخ الخطيّة إن كان ذلك مقدوراً، أمّا بناء النتائج العظمى بضرسٍ قاطعٍ بناءً على مجرّد العثور على روايةٍ ما في بعض الكتب فهذا إخلالٌ بأصول البحث العلميّ، حيث لا يقدر الباحث على الإحاطة بجميع القرائن المتعلّقة بالرواية التي يستدلّ بها، وبذلك يفوّت كثيراً من الفوائد التي قد تقوِّي إشكاله أو تنقضه، فتجاهل هذه المسائل خلال عمليّة البحث والنّظر يوجب الوقوع في أخطاء علميّة فادحة. وبعد ملاحظة المناقشات والأجوبة التي سوف نوردها سيظهرُ للقارئ أهميّة هذه الملاحظة وضرورة تطبيقها خلال البحث.
⇦ تقديم الظنون على اليقين: وذلك أنّ الاكتفاء بروايات ظنيّة في بناء نتائج تستلزم اليقين غير صحيح، ولا سيّما مع وجود الروايات المُعارضة الأكثر عدداً والأوثق صدوراً، وهو ما يخدش الاستناد إلى تلك الروايات اليسيرة في مقام استنباط النتائج، فكيف لو كان أكثر تلك الروايات أيضاً غير دالٍّ على المطلوب؟

[1] الكلام في الرواية الأولى
روى ثقة الإسلام الكليني (رحمه الله): (محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: دخلت على فاطمة عليها السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر، آخرهم القائم، ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم عليّ)[2].
وروى الصدوق في «كمال الدين وتمام النعمة»: (حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه، قال: حدثني محمد بن يحيى العطار وعبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلت على فاطمة عليها السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر آخرهم القائم ثلاثة منهم محمد، وأربعة منهم عليّ صلوات الله عليهم أجمعين)[3].
وقال في «من لا يحضره الفقيه»: (وروى الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: دخلت على فاطمة عليها السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر أحدهم القائم، ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم عليّ)[4].
وروى شيخ الطائفة الطوسي بسنده عن جابر بن يزيد الجعفي، عن الباقر عليه السلام، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: دخلت على فاطمة عليها السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر اسماً آخرهم القائم، ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم عليّ[5].
موضع الاستدلال في هذه الروايات: أنّ جابراً ذكر أنّ عدد الأوصياء من ولد الزهراء (عليها السلام) اثنا عشر، فإذا انضمَّ إليهم أمير المؤمنين (عليه السلام) أصبحوا ثلاثة عشر.

وللإجابة على هذا الإشكال نقول:
أوّلاً: إنَّ اللفظ الوارد في وصف اللوح بأنّ فيه أسماء الأوصياء من ولدها صحيحٌ من جهة التغليب، فإنّ هذا جارٍ في كلمات العرب بإطلاق الغالب على الكلِّ، وهو معروفٌ لمن أنِسَ بالكلام العربيّ وأساليبه، وقد صرَّح بهذا جملة من أهل اللغة، فقد قال ابن فارس: (فإن قال قائل: لو كان ذلك كما تذهب إليه لقال: «ثم عَرَضَهُنَّ أو عَرَضَها» فلَمَّا قال: {عَرَضَهُمْ} عُلِمَ أنَّ ذلك لأعيان بني آدم أو الملائكة؛ لأنّ موضوع الكناية في كلام العرب يقال لما يَعْقِلُ {عَرَضَهُم} ولِمَا لا يَعْقِلُ «عَرَضَها أو عَرَضَهُنَّ».
قيل له: إنّما قال ذلك - والله أعلم - لأنّه جمع ما يَعقِلُ وما لا يَعْقِلُ فغَلَّبَ ما يَعْقِلُ، وهي سنّةٌ من سنن العرب، أعني باب التغليب، وذلك كقوله جل ثناؤه: {واللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، فقال: {منهم} تغليباً لمن يمشي على رجلين وهم بنو آدم)[6].
وقال ابن هشام الأنصاري: (إنّهم يغلِّبون على الشيء ما لغيره لتناسب بينهما أو اختلاط فلهذا قالوا: «الأبوين» في الأب والأم)[7]، وقال أيضاً: (ومن التغليب {أو لتَعُودنَّ في مِلَّتِنَا} بعد {لنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ والذيْنَ آمَنُوا مَعَك مِنْ قَريَتِنَا}، فإنّه (عليه الصلاة والسلام) لم يكن في ملَّتهم قط، بخلاف الذين آمنوا معه)[8].
ومن أمثلته: قول الله تبارك تعالى: {فسَجَدَ الملَائِكَةُ كُلُّهُمْ أجْمَعُونَ ۝ إلَّا إبْلِيسَ أبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ}[9]؛ فإنّ إبليس لم يكن من الملائكة، وإنّما عُدّ معهم تغليباً، ولذلك وقع الاستثناء في هذا السِّياق، قال الزمخشريّ: (واستثنى إبليس من الملائكة؛ لأنّه كان بينهم مأموراً معهم بالسجود، فغلَّب اسم الملائكة، ثم استثنى بعد التغليب)[10].
فحقيقة التغليب هي إطلاق الغالب على الكلِّ، إجراءً لحكم الغالب لقُوَّةٍ أو كثرةٍ أو غير ذلك من العلل، فلو جاء جماعة من الرِّجال ومعهم امرأة، فيُقال: جاء الرجال. وهكذا الأمر بالنسبة إلى حديث اللوح، فإنَّ غالب الأسماء التي ذُكرت فيه هي أسماء الأئمة من أولاد سيدة نساء العالمين (عليها السلام)، وليس فيه سواهم إلّا النبي (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام)، فقول جابر بن عبد الله الأنصاريّ: (لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها) يجري مجرى التغليب.
وقد جاء في بعض الروايات وصف السيدة الزهراء (عليها السلام) لذلك اللّوح، وفيه قولها: (فيه اسم أبي، واسم بَعْلي، واسم ابْنَي، وأسماء الأوصياء من ولدي)، ثم سُردت أسماء الأئمة الاثنى عشر[11]، وهذا يصحِّحُ ما ذكرناه من أنّ عبارة جابر كانت ناظرةً إلى التغليب.
ثانياً: إنّ القيام بفهرسة حديث اللوح روائياً سوف يبيّن صحّة ما ذكرناه، فإنّ علماء الطائفة قد رووا حديث اللوح بطرقٍ وألفاظٍ متعددة – قد استوعبناها في كتابٍ مستقلٍّ -، ومن خلال سبر روايات جابر بن عبد الله الأنصاريِّ وغيره، سوف نجدُ أنّ الحديث قد نُقل بنحوٍ إجماليِّ تارةً، وبنحوٍ تفصيليٍّ تارةً أخرى، وقد اقتُصر في النحو الأوّل على الإشارة إلى عدد الأئمة (عليهم السلام)، وبيان كون القائم هو آخرهم، أمّا بالنسبة للنحو الثاني، فقد ذُكِرَت أسماؤهم (عليهم السلام) فيه على نحو التفصيل وجملةٌ من أحوالهم، ولم يُذكر فيه إلّا اثنا عشر اسماً، وهذه قرينةٌ قويّةٌ على ما أشرنا إليه من كون تلك العبارة محمولة على التغليب، وإلّا لو كان هناك ثالث عشر لذُكِرَ ضمن الأسماء.
ثالثاً: لقد كان هذا الحديث محور احتجاج كثيرٍ من علماء الإماميّة المتقدّمين لإثبات النص على الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام)، فلو كان ذلك الاستظهارُ المُدّعى صحيحاً، لكان حُجَّـةً لخصومهم لنفي أدلتهم لا دليلاً لهم.

[2] الكلام في الرّواية الثانية
روى الكليني: (محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن مسعدة بن زياد، عن أبي عبد الله عليه السلام؛
ومحمدُ بن الحسين، عن إبراهيم بن أبي يحيى المدينيّ، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: ...، ثم قال له اليهودي: أخبرني عن هذه الأمّة كم لها من إمام هدى؟ وأخبرني عن نبيّكم محمد أين منزله في الجنة؟ وأخبرني من معه في الجنة؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: إنّ لهذه الأمّة اثني عشر إماماً هدى من ذريّة نبيّها وهم منّي، وأمّا منزل نبيِّنا في الجنّة ففي أفضلها وأشرفها جنّة عدن، وأمّا من معه في منزله فيها فهؤلاء الاثنا عشر من ذريته، وأمهم، وجدتهم، وأم أمّهم وذراريهم، لا يشركهم فيها أحد)[12].
موضع الاستدلال: أنّ عدد الأئمّة من ذريّة النبيِّ (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر إماماً، وأمير المؤمنين (عليه السلام) ليس من أولاد النبيِّ (صلى الله عليه وآله)، وإنّما هو مضافٌ إليهم، فيكون العدد ثلاثة عشر إماماً.

والكلام في هذا الإشكال على نحوين:
النحو الأول: في بيان وقوع الاختلال في النقل.
النحو الثاني: في شرح العبارة بناءً على التسليم الجدليِّ بصحّتها.

أمّا بالنسبة للنحو الأوّل، فإنّنا إذا نظرنا إلى خبر مناظرة اليهوديِّ للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في مصادره المتعدّدة، فسوف نجد أنّ أغلبها قد جاء بلفظٍ صريحٍ في النص على الأئمة الاثني عشر من دون التقييد بكونهم من ذريّة النبيِّ (صلّى الله عليه وآله)، وهذه هي الرواية – وفيها ما رواه الكليني نفسه-:
1. روى الكليني: (عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم، عن حيّان بن السراج، عن داود بن سليمان الكسائي، عن أبي الطفيل....، فقال له - اليهودي -: أخبرني عن الثلاث الأُخَر، أخبرني عن محمد كم له من إمام عدل؟ وفي أي جنة يكون؟ ومن ساكنه معه في جنته؟ فقال: يا هاروني، إن لمحمد اثني عشر إمام عدل، لا يضرّهم خذلان من خذلهم ولا يستوحشون بخلاف من خالفهم وإنّهم في الدين أرسب من الجبال الرواسي في الأرض، ومسكن محمد في جنّته، معه أولئك الاثنا عشر الإمام العدل.. إلخ)[13].
2. روى النعماني في كتابه «الغيبة»، قال: (أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة الأشعري من كتابه، قال: حدثنا إبراهيم بن مهزم، قال: حدثنا خاقان بن سليمان الخزاز، عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني، عن أبي هارون العبدي، عن عمر بن أبي سلمة ربيب رسول الله وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة قالا: ...، فقال علي عليه السلام: سل. فقال: أخبرني كم لهذه الأمة بعد نبيّها من إمام هدى لا يضرّهم خذلان من خذلهم، وأخبرني عن موضع محمد في الجنة أيّ موضع هو؟ وكم مع محمد في منزلته؟ فقال علي عليه السلام: يا يهودي، لهذه الأمة اثنا عشر إماماً مهدياً كلّهم هادٍ مهدي لا يضرّهم خذلان من خذلهم، وموضع محمد صلى الله عليه وآله في أفضل منازل جنة عدن وأقربها من الله وأشرفها، وأما الذي مع محمد صلى الله عليه وآله في منزلته فالاثنا عشر الأئمة المهديون)[14].
3. روى الصدوق في كتابه «كمال الدين وتمام النعمة»، قال: (حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم، عن حيان السراج، عن داود بن سليمان الغساني، عن أبي الطفيل قال: ....، فقال: أخبرني عن الثلاث الأخرى، أخبرني عن محمد كم بعده من إمام عدل؟ وفي أي جنة يكون؟ ومن الساكن معه في جنته؟ فقال - أمير المؤمنين عليه السلام -: يا هاروني، إنّ لمحمد - صلى الله عليه وآله - من الخلفاء اثنا عشر إماماً عدلاً، لا يضرّهم خذلان من خذلهم ولا يستوحشون بخلاف من خالفهم، وإنّهم أرسب في الدين من الجبال الرواسي في الأرض، ومسكن محمد - صلى الله عليه وآله - في جنة عدن معه أولئك الاثنا عشر الأئمة العدل)[15].
4. وروى الصدوق بسندٍ آخر، قال: (حدثنا أبو سعيد محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق المذكر بنيسابور، قال: حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن الحارث البزاز، قال: حدثنا عبد الله بن مسلم الدمشقي، قال: حدثنا إبراهيم بن يحيى الأسلمي المديني، عن عمارة بن جوين، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، قال: ...، قال – اليهوديُّ -: أخبرني عن هذه الأمة كم لها بعد نبيها من إمام عدل؟ وأخبرني عن منزل محمد أين هو من الجنة؟ ومن يسكن معه في منزله؟ قال له عليّ عليه السلام: يا يهودي، يكون لهذه الأمة بعد نبيّها اثنا عشر إماماً عدلاً، لا يضرهم خلاف من خالف عليهم ...)[16].
5. وروى أيضاً بسنده عن الإمام الصادق عليه السلام: (حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحكم بن مسكين الثقفي، عن صالح بن عقبة، عن جعفر بن محمد عليه السلام، قال : ...، قال - أمير المؤمنين عليه السلام -: فالثلاث الأخرى؟ قال – اليهودي -: كم لهذه الأمة من إمام هدى، لا يضرهم من خالفهم؟ قال : اثنا عشر إماماً. قال: صدقت والله إنّه لبِخَطِّ هارون وإملاء موسى عليهما السلام. قال: وأين يسكن نبيكم من الجنة؟ قال : في أعلاها درجة وأشرفها مكاناً في جنّاتِ عدن. قال : صدقت والله إنّه لبخطّ هارون وإملاء موسى عليهما السلام. قال: فمن ينزل معه في منزله ؟ قال: اثنا عشر إماماً. قال: صدقت والله إنه لبخطّ هارون وإملاء موسى عليهما السلام)[17].
6. وروى في «الخصال»، قال: (حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحكم بن مسكين الثقفي، عن صالح بن عقبة، عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: ...، قال – اليهودي - : والثلاث الأخرى، كم لهذه الأمة من إمام هدى لا يضرهم من خذلهم؟ قال: اثنا عشر إماماً. قال : صدقت والله إنّه لبخطّ هارون وإملاء موسى. قال : فأين يسكن نبيكم من الجنة؟ قال: في أعلاها درجة وأشرفها مكاناً في جنة عدن. قال: صدقت والله إنّه لبخطّ هارون وإملاء موسى، ثم قال: فمن ينزل بعده في منزله؟ قال: اثنا عشر إماماً. قال : صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى)[18].
7. ورواه الشيخ الصدوق بالإسناد المتقدّم في كتابه «عيون أخبار الرضا»، ولفظه: (...، قال: والثلاث الأخرى كم لهذه الأمة من إمام هدى لا يضرهم من خذلهم؟ قال: اثنا عشر إماماً. قال: صدقت والله إنّه لبخط هارون وإملاء موسى. قال: فأين يسكن نبيّكم في الجنة؟ قال: في أعلاها درجة وأشرفها مكاناً في جنات عدن. قال: صدقت، والله إنّه لبخط هارون وإملاء موسى. قال: فمن ينزل معه في منزله؟ قال: اثنا عشر إماماً)[19].

ومن الواضح أنّ جميع هذه الروايات حاكية عن الحادثة نفسها، ومع تعدّد أسانيدها ومصادرها لم يرد فيها ذلك اللّفظ، فتكون تلك الزيادة في رواية الكليني شاذّة ناشئة عن وقوع الاختلال في نقل الرواة.

وأمّا بالنسبة إلى النحو الثاني، فقد تعرّض لهذا الإشكال العلامة المجلسي، وذكر عدّة وجوه محتملة في تفسير العبارة، قال (رحمه الله): (قوله عليه السلام: «من ذرية نبيها» ظاهره أن جميع الاثني عشر من ذرية النبي - صلى الله عليه وآله - وهو غير مستقيم ويمكن تصحيحه على ما خطر بالبال بوجوه:
الأول: أنّ السائل لما علم بوفور علمه - عليه السلام - وما شاهد من آثار الإمامة والوصاية فيه، علم أنه أول الأوصياء عليهم السلام فكأنه سأل عن التتمة فكان المراد بالاثني عشر تتمة الاثني عشر لا كلهم، ولا ريب أنّهم من ذرية النبي وذريته صلوات الله عليهم.
الثاني: أن يكون قوله: «من ذرية نبينا» على المجاز والتغليب؛ فإنّه لما كان أكثرهم من الذرية أطلق على الجميع الذرية تغليباً.
الثالث: أن يكون التجوُّز في لفظ الذرية، فأريد بها العِشرة مجازاً أو يراد بها ما يعمُّ الولادة الحقيقية والمجازية فإن النبي - صلى الله عليه وآله - كان والد جميع الأمة لا سيما بالنسبة إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - فإنه كان مربيه ومعلمه كما أن النبي كان يقول لفاطمة بنت أسد: «أمي»، وقد مر أنّ النبي وأمير المؤمنين والدا هذه الأمة؛ لأنهما ولدا هم العلم والحكمة، وعلاقة المجاز هنا كثيرة.
الرابع: أن يكون «من ذرية نبيها» خبر مبتدأ محذوف أي: «بقيتهم من ذرية نبينا» أو هم من الذريّة بارتكاب استخدامٍ في الضمير، بأن يرجع الضمير إلى الأغلب تجوُّزاً.
وأكثر تلك الوجوه يجري في قوله: «من ذريته»، وكذا قوله: «أمُّهم» يعني فاطمة «وجدّتهم» يعني خديجة فإنه لا بد من ارتكاب بعض التجوّزات المتقدمة فيها.
وقوله: «وهُمْ منِّي» على الأول والأخير ظاهر، وعلى سائر الوجوه يمكن أن يرتكب تجوُّزٌ في كلمة «من» ليشمل العينية، ويمكن إرجاع ضمير «هم» إلى الذرية كما قال النبي صلى الله عليه وآله: هو أبو ذريتي أو أبو ولدي أو المعنى: ابتدؤوا مني أي أنا أوّلهم)[20].

[3] الكلام في الرواية الثالثة
روى الكليني: (محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن أبي سعيد العصفري، عن عمرو بن ثابت، عن أبي الجاورد، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني واثني عشر من ولدي وأنت يا علي زرّ الأرض -يعني أوتادها وجبالها-، بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم يُنْظَروا)[21].
موضع الاستدلال: قوله : «إنِّي واثني عشر من ولدي وأنت يا عليّ» يعني أنّ الإمامة في ثلاثة عشر، اثني عشر من نسل النبي (صلى الله عليه وآله) بالإضافة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام).

والكلام في هذا الإشكال على نحوين:
النحو الأوّل: في بيان وقوع الاختلال في النقل.
النحو الثاني: في شرح العبارة بناءً على التسليم الجدليِّ بصحّتها.

أمّا بالنسبة للنحو الأوّل، فقد روى الشيخ الطوسيّ هذه الرواية بالإسناد المذكور، قال: (وبهذا الإسناد عن محمد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن محمد بن أحمد بن يحيى، [عن محمد بن الحسين، عن أبي سعيد العصفري]، عن عمرو بن ثابت، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني وأحد عشر من ولدي وأنت يا عليّ زرّ الأرض - أعني أوتادها وجبالها - بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم ينظروا)[22].
وقد جاء الموضع الأوّل من رواية الطوسيِّ بلفظ: (إنّي وأحد عشر) إلّا أنّ اللفظ قد ورد في ذيل الرواية بهذا النحو: (فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي)، وهذا ينبّه إلى وقوع تصحيف في المقطع الأوّل على الأقل.
ويحسم الكلام في حقيقة النقل الوارد ما جاء في المصدر الذي نقل الكليني والطوسيّ منه هذه الرواية وهو كتاب أبي سعيد العصفريّ، وهو من الأصول القليلة التي وصلت إلينا -وقد طُبعت هذه الأصول محقَّقةً في مجلدٍ منفردٍ، كما أنّه تتوفر لدينا جملة من النسخ الخطيّة لهذا الكتاب[23]-، واللفظ فيه حسب ما ورد في الطبعة المحققة على عدة نسخ خطيّة بهذا النحو: (عبّاد، عن عمرو، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنّي وأحد عشر من ولدي وأنت يا علي رِزُّ الأرض - أعني أوتادها وجبالها – وقد وتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الأحد عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم يُنظَروا)[24].
وبناءً على هذا اللفظ الوارد في المصدر لهذه الرواية فلا يرد إشكال على الرواية، ويكون ما ورد في كتاب «الكافي» في كلا الموضعين، وفي كتاب «الغيبة» في ذيل الحديث من سهو القلم أو أخطاء النسّاخ.
ويرجّح ما قلناه أنّ الكليني والطوسيّ قد أوردا الرواية في مقام الاستدلال على إمامة الأئمة الاثني عشر، فلو كان يدلّ على ثلاثة عشر لما أوردوه، وهذه قرينة حاليّة مؤيّدة لما ذكرناه، وإلّا فيبقى الترديد بين اللفظين ولا يصحّ -حينئذٍ- الاستدلال باللفظ المردّد المشكوك في ثبوته.
وأمّا بالنسبة إلى النحو الثاني، فمن جهة الدلالة: ليست الرواية ناظرةً إلى تعداد الأئمة بالضرورة ليُقال: إنّها تفيد كون الأئمة ثلاثة عشر، بل إنّها ناظرةٌ إلى تعداد الحجج الذين تبقى الأرضُ ببقائهم ولولاهم لساخت، فوصفُ زرّ الأرض أعمّ من مقام الإمامة، ويمكن أن تكون الزهراء (عليها السلام) مشمولةً به، فيكون عدد الحجج من أولاد النبي (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر، ولا يشكّل انضمام أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) إليهم بهذا اللحاظ اختلالاً في عدد الأئمة (عليهم السلام).

نسخة خطيّة لـ أصل عباد بن يعقوب، أبي سعيد العصفريّ – مجلس الشورى الإيراني 2/8461

نسخة خطية لـ أصل عباد بن يعقوب، أبي سعيد العصفريّ – مكتبة مجلس الشورى الإيراني 9295.

[4] الكلام في الرواية الرابعة
روى الكليني (رحمه الله): (وبهذا الإسناد، عن أبي سعيد رفعه عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من ولدي اثنا عشر نقيباً، نجباء، محدَّثون، مفهمون، آخرهم القائم بالحقّ يملأها عدلاً كما ملئت جوراً)[25].
وإسناد هذه الرواية هو نفس إسناد الرواية السابقة عن أبي سعيد العصفري، وهذه الرواية من كتابه أيضاً.
محلّ الاستدلال في الرواية: (من ولدي اثنا عشر نقيباً)، وهو دالٌّ على أنّ الأئمة من أبناء النبيِّ (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر، وبإضافة أمير المؤمنين (عليه السلام) يكون عدد الأئمة ثلاثة عشر.

والكلام في هذا الإشكال على نحوين:
النحو الأوّل: في بيان وقوع الاختلال في النقل.
النحو الثاني: في شرح العبارة بناءً على التسليم الجدليِّ بصحّتها.

أمّا بالنسبة للنحو الأوّل، فإنّ هذه الرواية من كتاب أبي سعيد العصفري -كما أسلفنا-، وقد وردت بهذا اللّفظ: (عبّاد رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من ولدي أحد عشر نقيباً، نجباء، محدَّثون، مفهَّمون، آخرهم القائم بالحقّ، يملؤها عدلاً كما مُلئت جوراً)[26].

نسخة خطيّة لـ أصل عباد بن يعقوب، أبي سعيد العصفريّ – مجلس الشورى الإيراني 2/8461

نسخة خطية لـ أصل عباد بن يعقوب، أبي سعيد العصفريّ- مكتبة مجلس الشورى الإيراني 9295.

وأمّا بالنسبة إلى النحو الثاني، فقد تعرّض لهذا الإشكال الشيخ الحرّ العامليّ (رحمه الله) في فوائده[27]، فأورد هذه الرواية وغيرها، وذكر عدّة وجوه محتملة في تفسيرها، منها: حملها على الأبوّة المجازيّة وأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبٌ لهذه الأمّة وعليٌّ (عليه السلام) منها وقد عُدّ من ولده مجازاً، ومنها: الحمل على التغليب، ومنها: التخصيص، وغيره نحو الذي تقدّم عن المجلسي (رحمه الله) في توجيه الرواية الثانية التي سبق البحث فيها.

[5] الكلام في الرواية الخامسة
روى الصفّار (رحمه الله): (حدثنا عبد الله [بن محمد]، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن ابن سماعة، عن عليّ بن الحسن بن رباط، عن [عمر] بن أذينة، عن زرارة، قال: (سمعتُ أبا جعفر عليه السلام يقول: الاثنا عشر الأئمة من آل مُحمّد كُلُّهم مُحدَّثٌ، من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وولد عليّ عليه السلام، فرسول الله وعليٌّ هما الوالدان)[28].
وروى الكليني (رحمه الله): (أبو علي الأشعري، عن الحسين بن عبيد الله، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن سماعة، عن علي بن الحسن بن رباط، عن ابن أذينة، عن زرارة، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام، يقول: الاثنا عشر الإمام من آل محمد كلهم محدَّثٌ، من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وولد علي بن أبي طالب عليه السلام، فرسول الله صلى الله عليه وآله وعليّ عليه السلام هما الوالدان)[29].
وقد استدلّ به على أنّ الأئمة ثلاثة عشر بناءً على كون الاثني عشر من ولد أمير المؤمنين (عليه السلام).

ويمكن مناقشة هذا الاستدلال بهذا البيان: «الاثنا عشر» مبتدأ، «كلُّهم محدَّث» خبر، وبذلك تمّت الجملة الأولى من الحديث، أمّا الجملة الثانية فهي مستأنفةٌ للإخبار عن نسب هؤلاء الأئمة، وقد جاز إطلاق هذا الوصف من باب التغليب أو مجازاً، وإن كان أمير المؤمنين (عليه السلام) غير مشمولٍ حقيقةً.
قال المولى المازندرانيّ: (وقوله: «من ولد رسول الله ومن ولد عليّ» خبرٌ بعد خبرٍ على الظّاهر، والقرينةُ علم المخاطَب به)[30].
وهذا النوع من التعبير واردٌ في بعض الرِّوايات، فقد روى أبو سعيد العصفريّ في أصله: (عن عمرو، عن أبي حمزة، قال: سمعتُ عليّ بن الحسين عليه السلام يقول: إنّ الله خلق محمّداً وعلياً وأحد عشر من ولده من نور عظمته، فأقامهم أشباحاً في ضياء نوره، يعبدونه قبل خلق الخلق، يُسبِّحون الله ويُقدِّسونه، وهم الأئمّة من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله)، ورواه عنه الكلينيّ[31]، وقد ذُكر الأئمّة الأحد عشر مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في صدر الحديث وصفتهم وفعلهم، ثم ذُكروا في ذيل الحديث بوصف أنّهم من أولاد رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع أنّ السياق يتضمّن الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وما ورد فيه يشملُه بالتأكيد.

[6] الكلام في الرواية السادسة
ورد في كتاب سليم بن قيس: (ألا وإنّ الله نظر إلى أهل الأرض نظرةً فاختار منهم رجلين: أحدهما أنا فبعثني رسولاً ونبيّاً، والآخر علي بن أبي طالب، وأوحى إليّ أن أتخذه أخاً وخليلاً ووزيراً ووصيّاً وخليفةً، ألا وإنّه وليُّ كلِّ مؤمنٍ بعدي، من والاه والاه الله، ومن عاداه عاداه الله، لا يحبُّه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا كافر، هو زِرُّ الأرض بعدي وسَكَنها، وهو كلمة الله التقوى وعروته الوثقى، {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ واللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}، ألا وإنّ الله نظر نظرةً ثانيةً فاختار بعدنا اثني عشر وصياً من أهل بيتي، فجعلهم خيار أمتي واحداً بعد واحدٍ، مثل النجوم في السماء كلَّما غاب نجم طلع نجم)[32].
وظاهرُ هذا الحديث دالٌّ على أنّ الأئمة اثنا عشر بعد أمير المؤمنين (عليه السلام)، فيكون مجموعهم ثلاثة عشر إماماً، ولكنه بهذا النحو لا يمكن الركون إليه؛ فإنّ الناظر في كتاب سُليم بن قيس من أوّله إلى آخره يعلم أنّ هذا المورد مخالفٌ لأكثر الموارد التي تعرّضت لذكر عدد الأئمة في الكتاب نفسه، بالإضافة إلى ما نقله قدماء المحدّثين عن هذا الكتاب، وممّا جاء في كتاب سليم في شأن العدد:
1. ما ورد في الحديث الأوّل من الرواية عن النبيّ المصطفى (صلّى الله عليه وآله) مخاطباً سيدة نساء العالمين (عليها السلام): (وإنّ الله تبارك وتعالى اطّلع إلى الأرض اطّلاعةً فاختارني منهم فجعلني نبياً، ثم اطّلع إلى الأرض ثانيةً فاختار بعلك وأمرني أن أزوِّجَك إيّاه، وأن أتّخذه أخاً ووزيراً ووصيّاً، وأن أجعله خليفتي في أمّتي، فأبوكِ خير أنبياء الله ورسله، وبعلك خير الأوصياء والوزراء، وأنتِ أوّل من يلحقني من أهلي، ثمّ اطّلع إلى الأرض اطّلاعةً ثالثةً فاختاركِ وأحد عشر رجلاً من ولدك وولد أخي بعلك منك، فأنت سيدة نساء أهل الجنّة، وابناك الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأنا وأخي والأحد عشر إماماً أوصيائي إلى يوم القيامة، كلُّهم هادون مهديُّون)[33].
2. ما ورد في الحديث العاشر عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (فقلتُ: يا رسول الله، سَمِّهمْ لي. فقال: ابني هذا - ووضع يده على رأس الحسن عليه السلام - ثم ابني هذا - ووضع يده على رأس الحسين عليه السلام - ثم ابن ابني هذا – ووضع يده على رأس الحسين عليه السلام - ثم ابن له على اسمي، اسمه محمد، باقر علمي وخازن وحي الله، وسيولد عليٌّ في حياتك يا أخي، فأقرئه منّي السلام. ثمّ أقبل على الحسين عليه السلام فقال: سيولد لك محمد بن عليّ في حياتك فأقرئه مني السلام، ثم تكملة الاثني عشر إماماً من ولدك يا أخي)[34].
3. ما ورد في الحديث الحادي عشر: (فقام أبو بكر وعمر فقالا: يا رسول الله، هذه الآيات خاصة في علي؟ قال: بلى، فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة. قالا: يا رسول الله، بيِّنْهم لنا. قال: عليٌّ أخي ووزيري ووارثي ووصيِّي وخليفتي في أمتي ووليُّ كل مؤمن بعدي، ثم ابني الحسن، ثم ابني الحسين، ثم تسعةٌ من ولد ابني الحسين واحدٌ بعد واحدٍ، القرآن معهم، وهم مع القرآن، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا عليَّ حوضي)[35].
4. ما ورد في الحديث الحادي عشر أيضاً: (فقام سلمان فقال: يا رسول الله، مَنْ هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد وهم شهداء على الناس، الذين اجتباهم الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرجٍ ملة أبيهم إبراهيم؟ قال: عنى بذلك ثلاثة عشر رجلاً خاصّةً دون هذه الأمة. قال سلمان: بيِّنْهم لنا يا رسول الله. فقال: أنا وأخي وأحد عشر من ولدي)[36].
5. ما ورد في الحديث الرابع عشر عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله): (يا أيها الناس، إنّ الله نظر نظرةً ثالثةً فاختار منهم بعدي اثني عشر وصيّاً من أهل بيتي، وهم خيار أمتي، منهم أحد عشر إماماً بعد أخي، واحداً بعد واحدٍ، كلما هلك واحد قام واحد منهم، مَثَلُهم كمثل النجوم في السماء كُلّما غاب نجم طلع نجم)[37].
6. ما ورد في الحديث السادس عشر، وفيه قول النصرانيّ لأمير المؤمنين (عليه السلام): (وإنِّي أتولاك وأتولّى أولياءك، وأبرأ من عدوِّك وأتولّى الأحد عشر الأئمة من ولدك..)[38].
7. ما ورد في الحديث الخامس والعشرين: فقال سلمان الفارسي: (يا رسول الله، بيّنهم لنا. فقال: عليٌّ أخي ووزيري ووصيِّي ووارثي وخليفتي في أمّتي ووليّ كل مؤمن بعدي، وأحد عشر إماماً من ولده، أولهم ابني الحسن ثم الحسين ثم تسعة من ولد الحسين واحداً بعد واحدٍ..)[39].
8. ما ورد في الحديث السابع والثلاثين عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (يا سليم، إنّ أوصيائي أحد عشر رجلاً من ولدي أئمة هداة مهديون كلهم محدَّثون. قلت: يا أمير المؤمنين، ومن هم؟ قال: ابني هذا الحسن، ثم ابني هذا الحسين، ثم ابني هذا - وأخذ بيد ابن ابنه عليّ بن الحسين وهو رضيع - ثم ثمانية من ولده واحداً بعد واحدٍ..)[40].
9. ما ورد في الحديث الثاني والأربعين عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: (قد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ليس في جنة عدن منزل أشرف ولا أفضل ولا أقرب إلى عرش ربي من منزلي، نحن فيه أربعة عشر إنساناً، أنا وأخي عليّ وهو خيرهم وأحبهم إلي، وفاطمة وهي سيدة نساء أهل الجنة، والحسن والحسين وتسعة أئمة من ولد الحسين، فنحن فيه أربعة عشر إنساناً في منزل واحد أذهب الله عنّا الرجس وطهّرنا تطهيراً، هداة مهديين)[41].
10. ما ورد في الحديث الحادي والستين عن رسول الله: (ومن أهل بيتي اثنا عشر إمام هدى كلهم يدعون إلى الجنة : علي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين، واحداً بعد واحدٍ، ..إلخ)[42].

فهذه عشرة كاملة من موارد متفرِّقة من كتاب سليم بن قيس تدلّ على أنّ عدد الأئمّة اثنا عشر إماماً بألفاظ متعدّدة حيث كان التعبير عن الاثني عشر بأكثر من صيغةٍ، وهي: أنّهم اثنا عشر، وأنّهم أمير المؤمنين وأحد عشر من ولده، وأنّهم أمير المؤمنين والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين، وأنّهم أربعة عشر مع النبي (صلى الله عليه وآله) والزهراء (عليها السلام)، وهذا مما يفنّد وقوع الوهم في كل هذه الموارد، وهي كلّها تخالف ذلك المورد، وبذلك يكون حمله على السّهو والاشتباه وجيهاً.
وممّا ينبّه على ذلك: أنّك لا تجد في كل ما احتجّ به الخصوم لهذه المسألة نصّاً واحداً ذُكِرَ فيه الرّقم ثلاثة عشر فلم يرد نصٌّ واحد فيه: (الأئمة من بعدي ثلاثة عشر)؛ وإنّما كلُّ ما احتجّوا به من أوّله إلى آخره قد تضمّن ذكر العدد اثنا عشر مع ضمِّ أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهذا يشير إلى أنّ هذا الرقم هو المركوز في أذهان الرواة أو نُسّاخ الحديث، وأنّهم لأجل هذا الارتكاز يقع السهو منهم في موارد عُبِّر فيها بـ(الأحد عشر)، وإلّا فهل يُعقل في مسألة عظيمة كهذه أن يكون عدد الأئمة ثلاثة عشر ثم لا يرد نصّ واحدٌ صريحٌ يذكر ذلك، في حين أنّ النصّ على عدد الأئمّة الاثني عشر قد ورد في مئات الروايات؟!
وقد كان الاختلال في هذا المورد داعياً إلى استغلال بعض المتكلّمين له وتوظيفه لأجل تصحيح إمامة زيد بن عليّ بن الحسين بضمِّه إلى سائر الأئمّة، قال النجاشيّ في ترجمة هبة الله بن أحمد بن محمد الكاتب: (وكان يتعاطى الكلام، ويحضر مجلس أبي الحسين بن الشبيه العلويّ الزيديّ المذهب، فعمل له كتاباً، وذكر أنّ الأئمة ثلاثة عشر مع زيد بن علي بن الحسين، واحتجّ بحديثٍ في كتاب سليم بن قيس الهلالي أنّ الأئمة اثنا عشر من ولد أمير المؤمنين عليه السلام)[43]، كما أنّه دفع بعض العلماء للتشكيك في صحّة نسبة الكتاب إلى سليم بن قيس (رحمه الله) كما هو المحكي عن ابن الغضائريّ[44]، والبناء على هذا المورد الوحيد لا يكاد يكون صحيحاً؛ فإنّ الذي يظهر من النّسخ التي روى عنها بعض قدماء المحدّثين كالكليني والنعمانيّ والصدوق، والنسخ التي وصلت إلى علمائنا المتأخّرين أنّه قد تعدّدت الروايات في كتاب سليم بن قيس التي تتضمّن النصَّ على عدد الأئمّة الاثني عشر، ومع تعدد الموارد فيه بهذا النحو يصعب التصديق بأنّ ذلك المورد الوحيد خالٍ من السّهو والاشتباه، ولا سيّما مع تضمّنه للعدد اثني عشر المركوز في الأذهان.
وفيما يلي نذكر روايةً عن كلّ واحدٍ من هؤلاء المحدِّثين:
[1] روى الكلينيّ: (علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس؛
ومحمدُ بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة؛
وعليُّ بن محمد، عن أحمد بن هلال، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس، قال: سمعت عبد الله بن جعفر الطيار يقول: كنا عند معاوية، أنا والحسن والحسين وعبد الله بن عباس وعمر بن أم سلمة وأسامة بن زيد، فجرى بيني وبين معاوية كلام فقلت لمعاوية: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم أخي علي بن أبي طالب أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا استشهد علي فالحسن بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم ابني الحسين من بعده أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا استشهد فابنه علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم -وستدركه يا علي-، ثم ابنه محمد بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم -وستدركه يا حسين-، ثم يُكمّلهُ اثني عشر إماماً، تسعة من ولد الحسين..) [45].
ورواه الصدوق في «عيون أخبار الرضا» أيضاً [46].
[2] روى الشيخ النعمانيّ في «الغيبة» بإسناده عن كتاب سليم: (فأنزل الله عز وجل: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} فقال له سلمان: يا رسول الله، أنزلت هذه الآيات في علي خاصّةً؟ قال: بل فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة. فقال: يا رسول الله، بينهم لي. قال: عليٌّ أخي ووصيِّي ووارثي وخليفتي في أمتي ووليُّ كلِّ مؤمنٍ بعدي، وأحد عشر إماماً من ولدي، أوّلهم ابني حسن، ثم ابني حسين، ثم تسعة من ولد الحسين واحداً بعد واحدٍ، هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا عليَّ الحوض) [47].
[3] روى الشيخ الصدوق في «كمال الدين وتمام النعمة»: (حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن سليم بن قيس الهلاليّ، قال: سمعتُ سلمان الفارسي رضي الله عنه يقول: كنت جالساً بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضته التي قُبِضَ فيها، فدخلتْ فاطمة عليها السلام، فلمّا رأت ما بأبيها من الضعف بكت حتى جرت دموعها على خدَّيْها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: ما يبكيك يا فاطمة؟ قالت: يا رسول الله، أخشى على نفسي وولدي الضيعة بعدك، فاغرورقت عينا رسول الله صلى الله عليه وآله بالبكاء، ثم قال: يا فاطمة، أما علمتِ أنَّا أهل بيت اختار الله عز وجل لنا الآخرة على الدنيا، وأنّه حتم الفناء على جميع خلقه، وأن الله تبارك وتعالى اطّلع إلى الأرض اطّلاعةً فاختارني من خلقه فجعلني نبيّاً، ثم اطّلع إلى الأرض اطّلاعةً ثانيةً فاختار منها زوجك، وأوحى إليّ أن أزوِّجك إياه وأتّخذه وليّاً ووزيراً وأن أجعله خليفتي في أمتي، فأبوك خير أنبياء الله ورسله، وبعلك خير الأوصياء، وأنت أول من يلحق بي من أهلي، ثم اطّلع إلى الأرض اطّلاعةً ثالثةً فاختارك وولديك، فأنتِ سيدة نساء أهل الجنة، وابناكِ حسن وحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبناء بعلك أوصيائي إلى يوم القيامة، كلهم هادون مهديون، وأوّل الأوصياء بعدي أخي علي ثم حسن ثم حسين ثم تسعة من ولد الحسين في درجتي..إلخ) [48].
فهذه الروايات تنصُّ على عدد الأئمّة (عليهم السلام) في كتاب سليم بن قيس في النّسخ الواصلة إلى هؤلاء المشايخ الأجلّاء، وهي موجودةٌ أيضاً في النسخ الواصلة إلينا، وقد تقدّم ذكرها.
والحاصل: إنّ البناء على موردٍ واحدٍ من كتاب سليم مع مخالفته لكافّة الموارد الأخرى الواردة في الكتاب بنسخه الواصلة والنسخ الموثوقة التي كانت لدى كبار المحدّثين القدماء أمرٌ في غاية الضعف بل خلاف الإنصاف والتحقيق.

⇦ خلاصة نتائج البحث
[1] منهج الاستدلال المعتمد على التحقيق يقتضي النّظر الدقيق في طرق الروايات وألفاظها في جميع المصادر التي وردت فيها، ومراجعة النّسخ الخطيّة، ولا يصحُّ الاكتفاء بالنّظر في طريقٍ دون سائر الطرق في كافّة المنابع الحديثيّة التي ذكرته.
[2] إنّ الروايات التي استُدِلّ بها للإشكال على اعتقاد الإمامية في عدد الأئمة لا تخلو من اختلالٍ في ضبط ألفاظها أو زيادات شاذّة أو أنّ اللفظ قابل لتوجيهه بما ينسجم مع سائر أخبار الإمامية في هذا المعنى.
[3] لو سُلِّم بكون بعض هذه الأخبار دالّاً على أنّ الأئمة ثلاثة عشر فهي جملةٌ يسيرةٌ غير قابلة للترجيح على الأخبار المتواترة التي نصَّت على تحديد العدد باثني عشر إماماً، إذ لا يصح تقديم الدليل الظنيِّ على الأدلّة اليقينيّة التي لا يُرتاب فيها.

هذا تمام الكلام في هذه الأحاديث، والحمد لله ربّ العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] تم نشر هذا المقال بتاريخ 10-8-2015م وقد أعدتُ تحريره واختصاره في هذه الأوراق الموجزة.
[2] الكافي، ج2، ص697-698، رقم الحديث 1396، كتاب الحجّة، باب ما جاء في الاثني عشر والنصِّ عليهم، ج9.
[3] كمال الدين وتمام النعمة، ج1، ص301، باب ما رُوي عن النبي (ص) في النصِّ على القائم (ع) وأنّه الثاني عشر من الأئمّة (ع)، ح13.
[4] من لا يحضره الفقيه، ج4، ص180، رقم الحديث 5411، باب الوصية من لدن آدم عليه السلام، ح7.
[5] الغيبة، ص139، رقم الحديث 103.
[6] الصاحبي في فقه اللغة، ص13، باب القول على لغة العرب أتوقيفٌ أم اصطلاح.
[7] مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، 764، الباب الثامن، القاعدة الرابعة.
[8] مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، ص766، الباب الثامن، القاعدة الرابعة.
[9] سورة الحجر، الآية 30-31.
[10] الكشّاف عن حقائق غوامض التنزيل، ج3، ص405.
[11] انظر: الكافي، ج2، ص681-682، رقم الحديث 1390، كتاب الحجّة، باب ما جاء في الاثني عشر والنصّ عليهم، ح3/عيون أخبار الرضا، ج1، ص57-58، رقم الحديث 43، باب النصوص على الرضا بالإمامة في جملة الأئمة الاثني عشر، ح2.
[12] الكافي، ج2، 694-696، رقم الحديث 1395، كتاب الحُجّة، باب ما جاء في الاثني عشر والنصّ عليهم، ح8.
[13] الكافي، ج2، ص688-692، رقم الحديث 1392، كتاب الحجّة، باب ما جاء في الاثني عشر والنصِّ عليهم، ح5.
[14] الغيبة، ص97-99، الباب4، ح29.
[15] كمال الدين وتمام النعمة، ج1، ص 331-332، باب ما أخبر به أمير المؤمنين (ع) من وقوع الغيبة بالقائم الثاني عشر من الأئمة (ع)، ح6.
[16] كمال الدين وتمام النعمة، ج1، ص326-329، باب ما أخبر به أمير المؤمنين (ع) من وقوع الغيبة بالقائم الثاني عشر من الأئمة (ع)، ح3.
[17] كمال الدين وتمام النعمة، ج1، ص333-335، باب ما أخبر به أمير المؤمنين (ع) من وقوع الغيبة بالقائم الثاني عشر من الأئمة (ع)، ح8.
[18] الخصال، ج2، ص476، أبواب الاثني عشر، ح40.
[19] عيون أخبار الرضا، ج1، ص72، رقم الحديث 60، باب النصوص على الرضا بالإمامة في جملة الأئمة الاثني عشر، ح19.
[20] مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج6، ص 226.
[21] الكافي، ج2، ص 702-703، رقم الحديث 1404، كتاب الحجّة، باب ما جاء في الاثني عشر والنصّ عليهم، ح17.
[22] الغيبة، 138-139، رقم الحديث 102.
[23] سوف نعرض الرواية من بعض النسخ الخطيّة المتوفرة لدينا في طيات البحث.
[24] الأصول الستة عشر، ص140، رقم الحديث 40، كتاب أبي سعيد عبّاد العصفريّ، ح6.
[25] الكافي، ج2، ص703-704، رقم الحديث 1405، كتاب الحجّة، باب ما جاء في الاثني عشر والنصّ عليهم، ح18.
[26] الأصول الستة عشر، ص139، رقم الحديث38، كتاب أبي سعيد العصفريّ، ح4.
[27] الفوائد الطوسيّة، ص136-138، الفائدة 44.
[28] بصائر الدرجات، ج2، ص11، رقم الحديث 1125.
[29] الكافي، ج2، ص701، رقم الحديث 1401، كتاب الحجة، باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم، ح14.
[30] شرح أصول الكافي، ج7، ص370.
[31] الأصول الستة عشر، ص139، رقم الحديث 37، كتاب أبي سعيد العصفريّ، ح3/الكافي، ج2، ص692، رقم الحديث 1393، كتاب الحجة، باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم، ح6.
[32] كتاب سليم بن قيس، ج2، ص857، الحديث الأوّل.
[33] كتاب سليم بن قيس، ج2، ص565-566، الحديث الأوّل.
[34] كتاب سليم بن قيس، ج2، ص627، الحديث العاشر.
[35] كتاب سليم بن قيس، ج2، ص645، الحديث الحادي عشر.
[36] كتاب سليم بن قيس، ج2، ص647، الحديث الحادي عشر.
[37] كتاب سليم بن قيس، ج2، ص686، الحديث الرابع عشر.
[38] كتاب سليم بن قيس، ج2، ص710، الحديث السادس عشر.
[39] كتاب سليم بن قيس، ج2، ص759، الحديث الخامس والعشرون.
[40] كتاب سليم بن قيس، ج2، ص824-825، الحديث السابع والثلاثون.
[41] كتاب سليم بن قيس، ج2، ص840، الحديث الثاني والأربعون.
[42] كتاب سليم بن قيس، ج2، ص907، الحديث الحادي والستون.
[43] رجال النجاشي، ص440، رقم الترجمة 1185.
[44] خلاصة الأقوال، ج2، ص40-41، رقم الترجمة 472.
[45] الكافي، ج2، ص687-688، رقم الحديث 1391، كتاب الحجة، باب ما جاء في الاثني عشر والنصّ عليهم، ح4.
[46] عيون أخبار الرضا، ج1، ص63-64، رقم الحديث 49، باب النصوص على الرضا بالإمامة في جملة الأئمة الاثني عشر، ح8.
[47] الغيبة، ص69-70، الباب الرابع، ح8.
[48] كمال الدين وتمام النعمة، ج1، ص294-295، باب 24: ما روي عن النبي (ص) في النص على القائم (ع)، ح10.